Ru En

روسيا تحدد وجود تنشيط خلايا نائمة لتنظيم "داعش" في سوريا

١٦ فبراير ٢٠٢١

أعلن الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية لشؤون التسوية السورية، ألكسندر لافرينتييف، أن روسيا تراقب عملية تنشيط محدّدة للخلايا النائمة التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" ( داعش- جماعة إرهابية محظورة في روسيا) في سوريا، وذلك في 16 فبراير/شباط 2021.

 

وأشار لافرينتييف إلى أن الوضع في سوريا مقلق، ويجب عمل كل شيء لمنع تصعيد العنف وجولة جديدة من المواجهة المسلحة في البلاد. وأضاف: "جميعنا يدرك  أن الوضع مقلق للغاية. يجب عمل كل شيء لمنع تصعيد العنف واندلاع جولة جديدة من المواجهة المسلحة. لأنه سيكون كارثياً ليس فقط على سوريا بل سيكون له عواقب سلبية كبيرة على المنطقة بأسرها".

 

وبحسب ألكسندر لافرينتييف، فإن من بين القضايا ذات الأولوية التي ستتطرق إليها الأطراف في المحادثات السورية، هي مكافحة الإرهاب. وقال: "على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، كانت المعلومات ترد، ونرى تنشيطاً معيناً للخلايا النائمة لما يُسمّى بتنظيم الدولة".

 

ولفت المسؤول الروسي الانتباه إلى تزايد الاشتباكات في شمالي غرب البلاد، وتزايد نشاط الجماعات المتطرفة التي توطدت هناك"، منوّهاً بأن الوضع المضطرب لوحظ كذلك في شمال شرق البلاد، على خط التماس مع "وحدات الحماية الذاتية الكردية" وجماعات المعارضة السورية المسلحة.

 

وبحسب لافرينتييف، فإن الاتفاقات مع المنظمات الإرهابية الناشطة في سوريا "مستبعدة"، ولا يزال التركيز على ضرورة القضاء عليها بالكامل.

 

وقال: "تمت مناقشة ما يتعيّن علينا القيام به في محاربة مثل هذه المنظمات الدولية المُصنّفة من قِبل مجلس الأمن الدولي على أنها إرهابية، مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" و"هيئة تحرير الشام" (تنظيمان محظوران في روسيا الاتحادية) وغيرهما. أكرر مرة أخرى، تبقى الأولوية لتدمير هذه الجماعات بشكل كامل. ولا يمكن أن تكون هناك اتفاقات حل وسط مع الإرهابيين".

 

وأضاف: هذا الموضوع سيكون من بين القضايا ذات الأولوية في الاجتماع الدولي حول سوريا في "صيغة أستانا" بمدينة سوتشي.

 

 

الموقف الروسي

 

وبحسب الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية، فإن روسيا تعوّل على إعطاء دفعة لمسألة التسوية السورية خلال الاجتماع الدولي بشأن سوريا.

 

وقال: "أود أن أؤكد أننا سنعطي دفعة معينة، ولكن ليس لعملية (أستانا)، وإنما لعملية التسوية السورية، هذا مهم جداً، لأن صيغة (أستانا) ذاتها لا تزال الآلية الوحيدة التي تسمح باتخاذ أي قرارات وإيجاد السُبل لحل الأزمة السورية بشكل أكبر".

 

كما أشار ألكسندر لافرينتييف إلى أنه سيتعيّن على المشاركين في الاجتماع تقييم العمل المنجز عملياً، ووضع الخطوط العريضة للمبادئ التوجيهية لمزيد من الأنشطة.

 

وأضاف: "في البداية، سوف ننتبه إلى قضايا التسوية السياسية للأزمة السورية، ودعم عمل اللجنة الدستورية في جنيف، وسنناقش بالطبع مع المبعوث الخاص (للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا) غير بيدرسون ما يمكننا القيام به لخلق جو بنّاء حول عمل اللجنة المهم للغاية".

 

 

اللجنة الدستورية

 

إلى ذلك بيّن ألكسندر لافرينتييف أن روسيا تعتبر أنه لا بديل عن اللجنة الدستورية السورية، وأنها لا تنوي تهويل الوضع حول أعمال هذا المنتدى في جنيف.

 

وأضاف في هذا الصدد: "أود أن أؤكد أن البعض يعبّر عن بعض خيبة الأمل من نتائج اجتماع الدورة الخامسة للجنة الدستورية السورية في جنيف. لكن الوفد الروسي لن يقوم بتضخيم الوضع، ويعتقد أنه لا ينبغي القيام بذلك. وخلال الجلسات الخامسة للدورة الرابعة والخامسة من هذه الاجتماعات، تم التعبير عن العديد من الأفكار والمقترحات المثيرة للاهتمام من أجل مزيد من الفهم وإيجاد بعض الحلول الوسط"،

 

وكما شدد لاالمسؤول الروسي على أهمية "ألا نستسلم، لأن عمل اللجنة الدستورية في جنيف هو المنتدى الدولي الوحيد الذي يمكن أن يحقق نتائج مهمة وهنا طبعا لا بديل عنها"، مشيراً إلى أن روسيا ستقدم دعماً شاملاً للمبعوث الخاص بيدرسون من بغية دفع "الأطراف إلى اتخاذ قرارات من شأنها أن تدفع قضية التسوية السياسية إلى الأمام".

 

وفي وقت سابق كان غير بيدرسون قد صرّح بأن الاجتماع الخامس للجنة الدستورية السورية كان مخيباً للآمال واصفاً غياه بالفرصة الضائعة. وبحسب مبعوث الأمم المتحدة، "لا توجد حتى الآن خطة عمل واضحة للمستقبل".

 

 

المباحثات حول اللاجئين

 

وفي سياق آخر، قال مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا إن "تركيا مهتمة بعقد اجتماع حول موضوع عودة اللاجئين السوريين على منصّة من منصّاتها".

 

وأشار إلى أن مؤتمراً حول عودة اللاجئين عُقد في دمشق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وحول هذا الأمر أفاد ألكسندر لافرينتييف بأنه "كانت هناك مقترحات لعقد جولات مقبلة في(العاصمة اللبنانية)  بيروت، وأعرب الجانب التركي عن اهتمامه بالنظر في مسألة إجراء محادثات حول اللاجئين على أراضيه. لذلك، سنناقش ما يمكننا القيام به لمواصلة تطوير هذه القضية المهمة".

 

هذا ويُعقد الاجتماع الدولي الخامس عشر حول سوريا بصيغة "أستانا" في مدينة سوتشي يومي 16 و 17 فبراير/شباط 2021. على أن تُعقد المشاورات الثنائية والثلاثية في 16 فبراير، بينما ستُعقد الجلسة العامة في 17 فبراير.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo : Creative Commons

المصدر: تاس